أسدلت عُمان للإبحار الستار على النسخة الرابعة والأضخم من بطولة عُمان للإبحار الشراعي التي انطلقت يوم الجمعة 18 أغسطس واستمرت خمسة أيام لغاية 22 أغسطس، وشارك فيها 81 بحّارًا وبحّارة تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة من برنامج عُمانتل للناشئين ومن مدراس الإبحار الشراعي الأربع، علاوة على استضافة البطولة -ولأول مرة- ثلاثة أشبال من نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت بدولة الإمارات العربية المتحدة.
انطلقت أول نسخة من بطولة عُمان للإبحار الشراعي في عام 2014م ب45 بحّارًا فقط، وكانت حينها محصورة على فئة الأوبتمست، ولكن هذا العام شهد تتويج أبطال جدد في ثلاث فئات أولمبية هي الأوبتمست التي تعتبر القاعدة التي ينطلق منها الأشبال في عمر مبكر، وفئة الليزر 4.7 التي تأتي بعد فئة الأوبتمست، ثم فئة التزلج بالألواح الشراعية تيكون 293، وسيحمل هؤلاء الأبطال الصاعدون أملًا في تمثيل السلطنة في الألعاب الأولمبية والفوز فيها بميداليات متقدمة.
وقبل انطلاق البطولة يوم الجمعة الفائتة، خاض الأشبال معسكرًا تدريبيًا لمدة ثلاثة أيام اكتسبوا من خلاله مهارات جديدة وتعرفوا على أقرانهم المنافسين، وحصلوا على فرصة للاعتياد على أجواء مياه صور قبل خوض السباقات الحقيقية للبطولة. ومن جهة أخرى خاض حكام السباق العُمانيين دورة تدريبية على يد الحكم الدولي السنغافوري جيرولد وي، الذي يشغل كذلك منصب أمين اللجنة الاستشارية الفنية لرئيس الاتحاد الآسيوي للإبحار الشراعي، وهدفت هذه الدورة إلى رفع مستوى إدارة السباقات بما يتماشى مع المعايير الدولية.
شهدت أجواء صور تقلبات كثيرة في سرعة الرياح واتجاهاتها مما شكّل تحديًا للبحّارة الأشبال وللحكام على السواء، حيث شهدت بعض الأيام سكونًا تامًا للرياح ولم يتمكن الحكّام من تنظيم أية سباقات فيها، في حين شهدت بعض الأيام رياحًا جدية وصلت إلى 10 عقدات، ولكن كل هذه الجوانب والتقلبات تعكس واقع وظروف رياضة الإبحار الشراعي في أرجاء العالم، فعلى البحّارة أن يتأقلمو مع مختلف الظروف الجوية وأن يكونوا على استعداد لضبط تكتيكاتهم وقواربهم بما يتناسب مع الظروف.
وبعد السباقات أقيم حفل تتويج للأبطال الفائزين تحت رعاية الدكتور ناصر بن عبدالله بن سالم العبري – مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية، وبحضور عدد من المسؤولين وممثلي الجهات الراعية من بينهم الفاضل راشد الناصري، نائب الرئيس التنفيذي للاستثمار وخدمات الدعم بالمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، حيث تجدر الإشارة إلى أن الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال هي راعٍ مهم لأنشطة الإبحار الشراعي في ولاية صور، ولعل أبرز شاهد على ذلك هو بناءهم لمدرسة الإبحار الشراعي في الولاية بأحدث المواصفات العالمية. وإلى جانب الرعاة شهد الحفل حضورًا غفيرًا من البحّارة والمدربين، والإداريين، وأولياء الأمور وممثلي وسائل الإعلام المحلية.
وبدأ توزيع الجزائر بفئة التزلج الشراعي (تيكنو 293) والتي تضمنت ثلاث فئات فرعية، أولهما فئة البحّارة تحت عمر 17 سنة وكان الفائز بهذه الفئة البحّار محمد البلوشي، وفئ فئة البحّارة تحت 15 سنة فاز البحّار محمد الشرحي، أما في الترتيب العام ظفر الشاب الصاعد عمر القرطوبي بلقب بطل السلطنة بفئة التزلج الشراعي 2017م، وبعده زميليه من مدرسة المصنعة عبد الله السرحي في المركز الثاني، والمختار المجيني في المركز الثالث. وبعدها جاءت فئة الليزر التي ظفر بلقبها البحّار العُماني حسين المنصوري، وبعده سجل الإماراتيان عبد الله البشر وسعود المعيني أداء قويًا ومنافسًا جدًا أهلهما للحصول على المركزين الثاني والثالث على التوالي.
أما في فئة الأوبتمست التي شهدت المشاركة الأكبر والمنافسات الأقوى فقد ظفر بلقبها للعام الثاني على التوالي البحار الصاعد المعتصم الفارسي، وبعده مباشرة محمد القاسمي في المركز الثاني، ثم علاء العمراني في المركز الثالث. وفي فئة الفتيات بالليزر شاركت أربع بحّارات وحازت البحّارة سميحة الريامية على المركز الأول، وفي فئة الصغار تحت سن 12 سنة جاء المركز الأول من نصيب أسامة الزدجالي، وبعده إلياس الفضالي، ثم حمد الغيلاني في المركزين الثاني والثالث.
انضم المعتصم الفارسي إلى صفوف عمان للإبحار في عام 2014م وصعد بسرعة ملحوظة في برنامج مسار الأداء، وشارك في العديد من البطولات وأحرز بعض الميداليات الذهبية لعل أبرزها فوزه بالمركز الأول في فئة الأوبتمست في بطولة أبوظبي المفتوحة في أكتوبر 2016م، وقبلها ظفره بلقب بطل السلطنة في بطولة عُمان للإبحار الشراعي 2016م، وكذلك حصوله على المركز الأول في سباقات تحديد المستوى المحلية في شهري مايو ويوليو.
وبعد السباقات عبّر راشد الكندي، مدير تطوير الإبحار بعُمان للإبحار عن سعادته بالتطور الملحوظ الذي تشهده البطولة عامًا بعد عام، وقدّم تهنئته للبحّارة الفائزين وقال: “يسرني أن أبارك للأشبال الفائزين ببطولة عُمان للإبحار الشراعي 2017م، فقد استحقوا الفوز بفضل عملهم الدؤوب وحنكتهم في الإبحار الشراعي، وأتمنى أن يواصلوا مسيرة الجهد والإنجاز ليكونو أبطالًا كبارًا في يوم من الأيام وقدوة للأشبال الصاعدين، وسعدنا هذا العام باستقطاب البطولة بحّارة صاعدين من دولة الإمارات الشقيقة ونتمنى أن تصبح البطولة محطة لمزيد من البحّارة في المنطقة”.
ومن جهة أخرى أعرب سعيد العريمي، مدير مدرسة الإبحار الشراعي بولاية صور عن سروره بالعدد الكبير من البحّارة الأشبال، وبالأداء القوي الذي قدموه خلال أيام البطولة الخمسة. وأضاف العريمي: “من بواعث السرور أن ترى الأشبال يتقدمون في أدائهم عامًا بعد عام، وأن نرى أبطال الأوبتمست هذا العام ينتقلون إلى فئة الليزر أو الفئات الأخرى الأكبر مثلما انتقل بطل الأوبتمست السابق زكريا الوهابي إلى فئة الـ29 الأولمبية. كانت بطولة ناجحة ونتطلع إلى رؤية المزيد من الأبطال في الأعوام المقبلة”.