نبذة عن عُمان للإبحار

أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –طيب الله ثراه- على أهمية “إطلاق الطاقات الإبداعية للمواطن العُماني، وإبراز قدراته الكامنة وتطوير مهاراته ومواهبه وتمكينه من تحقيق مساهمة أكبر”.

وتماشيا مع هذه الرؤية، تأسس مشروع عُمان للإبحار في عام 2008 بمباركة سامية من لدن جلالته كمشروع وطني غير ربحي يعمل تحت مظلة وزارة السياحة، يهدف إلى إحياء أمجاد التراث البحري العُماني، والترويج للسلطنة حول العالم من خلال رياضة الإبحار الشراعي، وإيجاد فرص تدريبية مستدامة للأجيال الشابة تسهم في بناءهم البدني والذهني، وتساعدهم على المشاركة البناءة في مسيرة التنمية الشاملة.

وفي غضون ست سنوات فقط، استطاع مشروع عُمان للإبحار تحويل الرؤية إلى حقيقة ملموسة، حيث أصبحت السلطنة في هذه الفترة الوجيزة وجهة مفضلة لاستضافة السباقات الشراعية العالمية التي يتنافس فيها أشهر البحارة من مختلف دولة العالم، كما استطاع المشروع تأهيل جيل من البحارة العُمانيين القادرين على تمثيل السلطنة في أشهر السباقات العالمية في المناطق التي تستهدفها وزارة السياحة. وبهذا يسهم المشروع في تعزيز الجهود الوطنية لتنويع مصادر الدخل من خلال الترويج للسلطنة في وسائل الإعلام العالمية، والتعريف بمقوماتها الاستثمارية والتنوع الطبيعي والجغرافي الذي تتمتع به.

استطاع مشروع عُمان للإبحار أن يستقطب الكثير من الاهتمام برياضة الإبحار الشراعي على المستوى الوطني، حيث حرص على إقامة الفعاليات المجتمعية المفتوحة بشكل سنوي وتعريف المجتمع بهذه الرياضة، بالإضافة إلى استقبال أعداد كبيرة من طلاب المدارس وتعريفهم بهذه الرياضة وتدريبهم على تقنياتها. وحقق المشروع منذ افتتاحه العديد من الإنجازات الرياضية، حيث أصبح محسن البوسعيدي في عام 2009م أول بحار عربي يبحر حول العالم دون توقف، واستطاع فريق الموج مسقط، الفوز بلقب بطولة سباقات الإكستريم لمرتين على التوالي، كما أولى المشروع أهمية كبيرة بالعنصر النسائي من خلال توفير فرص متساوية للتدريب، وتأسيس فريق نسائي للسباقات الشراعية، واستطاعت المرأة العُمانية خوض سباقات أوروبية لأول مرة، حيث أصبحت راية الحبسية على سبيل المثال أول فتاة عربية تدخل في منافسات سباق فاستنت، وأول عربية ترشح لجائزة رولكس لأفضل بحار للعام.

واستطاع قارب عُمان للإبحار من فئة المود70 والذي يحمل اسم “مسندم” تحطيم رقم قياسي عالمي في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا في عام 2014م بفارق 14 دقيقة عن الرقم القياسي السابق، وأعطى دفعة إضافية للسلطنة في الساحة الدولية للإبحار الشراعي.