حقق فريق من بحّارة عُمان الناشئين إنجازا جديدا بتأهلهم للانضمام لدورة الألعاب الأولمبية للشباب 2018م في دورتها المزمع إقامتها بمدينة بوينس آيرس في الأرجنتين في أكتوبر المقبل، حيث سيتم اختيار بحّار واحد من فريق عُمان للإبحار لتمثيل السلطنة في فئة رياضة التزلج بالألواح الشراعية “تكنو 293 بلس”.
وقد تمكّن الفريق من كسب ثقة القائمين على دورة الألعاب الأولمبية بعد الأداء اللافت الذي قدّمه في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية للشباب منذ عام 2016م، والتي توجّت بإعلان المنظمة الدولية للإبحار الشراعي عن مقعد التأهل، والذي يُمنح للرياضيين عبر اللجنة الأولمبية الدولية بعد استيفائهم للمستويات الفنية والمعايير المطلوبة التي حددّتها.
وبهذه المناسبة، أعرب الشيخ خالد بن محمد الزبير، رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية: “يعدّ حصول السلطنة على فرصة الانضمام للألعاب الأولمبية للشباب للمرة الأولى في الإبحار الشراعي إنجازا كبيرا يعكس الجهود القائمة من قبل مسؤولي اللعبة واللاعبين والمشوار الذي قطعه البحّارة الناشئون في وقت قياسي وقصير. ونتمنى لمن سيتم اختياره لتمثيل السلطنة في هذا المحفل الرياضي الدولي وحلم كل رياضي مشاركة موفقة وفاعلة وأن يكون الحظ حليفَه بإذن الله لتقديم أداء مشرّف ومميّز يعكس الاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة للشباب والرياضيين”
من جانبه أشاد سيري ويليامز، الأمين التنفيذي للجمعية الدولية لرياضة التزلج بالألواح بنجاح فريق الناشئين واستراتيجية عُمان للإبحار المتطورة، وأوضح بأن رياضة التزلج بالألواح الشراعية تعتبر رياضة جديدة نسبياً في عُمان، ولكننا نعمل عن كثب مع مختلف هيئات ومنظمات الإبحار هناك لتشجيع هذا التطور والنهوض به. وأضاف: “من دواعي السرور بأن نرى العمل والجهد الذي يبذله ويمارسه البحّارة والمدربون والمسؤولون والرعاة، وانعكاسه على النتائج التي يقدمها الفريق حتى الآن، وأتمنى أن يتم الحفاظ على ذلك التطور والأداء الجيد من قبل الفريق”.
يذكر أن برنامج رياضة التزلج بالألواح الشراعية للناشئين والذي يتولى مهمة الإشراف عليه المدرب سلطان البلوشي قد بدأ نشاطه في مركز الإبحار الشراعي بالمصنعة عام 2014م، حيث أقيمت أول بطولة لرياضة التزلج بالألواح الشراعية في السلطنة في العام الذي تلاه. وتطور الفريق تدريجياً ليشارك بعد فترة قصيرة في أول حدث دولي له في عام 2016م. وقد تبع ذلك المزيد من المشاركات في كل من كأس العالم للإبحار الشراعي وكأس البطولة الأوروبية للإبحار الشراعي، بالإضافة إلى بطولة كأس آسيا للإبحار الشراعي بالهند، وفي العام 2017 تم التركيز على فريق الناشئين من خلال تدريبهم وتطويرهم لرفع مستوى أدائهم وكفاءتهم للاستعداد للمشاركات الدولية والمحلية القادمة.
وأعرب ديفيد جراهام، الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، معلقا على أداء الفريق المتميز وتأهله لدورة الألعاب الأولمبية بالأرجنتين: “نثمن الجهود الجماعية المبذولة من قبل ناشئو عُمان للإبحار والتي كان لها دور رئيسي في تحقيق هذا الإنجاز الكبير”. “وأضاف: “لم يأتي الفوز والتأهل لدورة الألعاب الأولمبية للشباب إلا نتيجةً للعمل الدؤوب من قبل البحّارة والمدربين. والتي أظهرت النتائج الأخيرة مدى قدرة وكفاءة فريق رياضة التزلج بالألواح الشراعية.” وأكد الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار على أن التأهل يعتبر علامة بارزة ومهمة من خلال الأهداف طويلة الأمد التي وضعت في سبيل التأهل لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2024م.
هذا وقد شاركت فرق الناشئين خلال العام الجاري في البطولة الآسيوية لرياضة التزلج بالألواح والتي تعتبر أول مشاركة لها على الإطلاق، وفي الشهر الماضي حصلت أيضاً على المراكز العشر الأولى ضمن منافسات المجموعة الفضية في بطولة تكنو بلاس الأوروبية المقامة في مدينة صقلية بإسبانيا.
وبموجب القوانين الأولمبية، ستقتصر المشاركة للدول على فئة واحدة في كل فئة من فئات الإبحار. وسيتم اتخاذ قرار الاختيار النهائي لمنافسات دورة بوينس آيرس من قبل فريق قياس الأداء بعُمان للإبحار، والذي يضمّ كل من: نيل كوكسن مدير عام الإبحار الشراعي، ومحسن بن علي البوسعيدي مدير منتخب الناشئين، وراشد بن إبراهيم الكندي مدير المنتخبات الوطنية للإبحار الشراعي، وكوراي إيزر رئيس قسم الأداء. وذلك في أعقاب البطولة الدولية للإبحار الشراعي في بولندا في شهر يونيو المقبل، وبطولة العالم في لاتفيا في شهر أغسطس، وكذلك ستكون هنالك تقييمات مفصلة من خلال ثلاثة معسكرات تدريبية تقام في جزيرة مصيرة وفي ظروف مناخية متباينة.
وأوضح كوراي إيزر، رئيس قسم قياس الأداء بعُمان للإبحار بأن الفريق يعمل على صقل أداء البحّارة الناشئين وتطوير مهاراتهم على المدى الطويل بهدف المشاركة في أولمبياد 2024، بفرنسا وإحراز ميدالية أولمبية تحمل اسم السلطنة عالياً في مجال الإبحار الشراعي. وأشاد رئيس قسم قياس الأداء بمجهودات فريق عمل اللجنة الأولمبية العُمانية، وجهود راشد الكندي، مدير المنتخبات الوطنية للإبحار الشراعي نظير عمله الدؤوب في تأمين وتوفير البيئة المناسبة لتدريب وتطوير البحّارة الناشئين، وكذلك سلطان البلوشي المشرف على برنامج تدريب البحّارة لدوره الكبير والملموس في نجاح برنامج رياضة التزلج بالألواح الشراعية، بالإضافة إلى مساهمة البحّارة العُمانيين أصحاب الخبرات، أمثال البحّار وليد الكندي في التدريب والتطوير، والقائمين على مدرسة الإبحار الشراعي في ولاية المصنعة.
ويعدّ مُشروع عُمان للإبحار مؤسسة ومبادرة وطنية تهدف للإسهام في تنمية الكوادر البشرية العمانية إضافة للترويج للبلاد إقليمياً وعالميا كأحد أهم الوجهات السياحية والإستثمارية من خلال رياضة الإبحار الشراعي، والتي تسعى لإحياء الموروث البحري الذي اشتهرت به السلطنة منذ القدم. ويتيح المشروع أيضاً برنامجاً متساوي الفرص للرجال والنساء لتعلّم رياضة الإبحار الشراعي. ويخطط فريق عُمان للإبحار حالياً للفوز بدورة الألعاب الأولمبية القادمة والتي تعتبر أحد أهم الأولويات في الوقت الراهن.