رفع فريق الطيران العُماني كأس جولة كارديف من سلسلة الإكستريم الشراعية بعد فوز مستحق وسيطرة كاملة على المركز الأول طوال أربعة أيام، وبذلك حقق الطيران العُماني الهدفين اللذين كان يطمح لهما عند انطلاق الجولة، وهما الدفاع عن التميز العُماني في مياه كارديف التي دأبوا على الفوز فيها منذ عام 2012م وحتى اليوم، والثاني هو تعزيز صدارتهم في الترتيب العام للسلسلة، وهم الآن متصدرون بفارق ثلاث نقاط عن فريق ريدبُل النمساوي، وخمس نقاط عن فريق ألينجي السويسري.
جاء الفوز في هذه الجولة بعد منافسة حامية وممتعة في ذات الوقت في ظل رياح نشطة ومتقلبة، وكانت المنافسة على أشدها لا سيما مع فريق ريدبُل النمساوي الذي استطاع ترتيب أوراقه في آخر يوم وصعد من المركز الرابع إلى المركز الثاني، بل وقلص فارق النقاط مع الطيران العُماني إلى ست نقاط فقط، وهو الأمر الذي يجعل الفريق النمساوي الفريق الأخطر على الفريق العُماني. أما الفرق الأخرى التي كانت أقل ثباتًا في أدائها ولكن شكلت تهديدًا قويًا لا سيما في أول ثلاثة أيام، فهي فريق ألينجي السويسري، وفريق أس.أيه.بي الدنماركي، وفريق تشاينا ون الصيني، وهي الفرق التي سيكون على الطيران العُماني الحذر منها خلال الجولات المقبلة من هذا الموسم.
تمثلت سيطرة فريق الطيران العُماني في فوزه بعشرة سباقات نظيفة من أصل 29 سباقًا، وحصوله على المركزين الثاني أو الثالث في تسعة سباقات أخرى، مؤكدّين على كفاءتهم وقدرتهم على تقديم أداءٍ ثابتٍ أكثر من أي فريق آخر، ومع أن الفوز بالسباق الأخير أفلت من يديهم إلا أنهم سعداء بالفوز النهائي ودفاعهم ضد فريق ريدبُل الذي نهض في آخر يوم حسبما قال الربان لارسون.
وبعد عودة الفريق إلى المرسى أشاد لارسون بأداء الفريق النمساوي وقال: “حققنا نتيجة رائعة للفريق رغم كثرة التحديات التي رافقتنا منذ أول لحظة للجولة وحتى آخر سباق. وأود أن أحيي فريق ريدبُل على أدائهم الرائع فقد أثبتوا أنهم من أكثر الفِرق اعتيادًا على القارب وخبرة فيه، لذلك سيكون أمامنا عمل كثير لضمان بقائنا على رأس الترتيب”.
ومن جهة أخرى قال البحّار البريطاني بيتر جرينهال بأن الفوز جاء حسبما خطط له الفريق، ولكنه يضيف بأن الفوز يحمل قيمة وإلهامًا أكبر للجيل الصاعد من البحّارة العُمانيين في مختلف برامج عُمان للإبحار. وأردف جرينهال بقوله: “نحن سعداء بأن حافظنا على سجل الفوز العُماني في جولة كارديف للعام الخامس على التوالي، وهو أمر مهم لنا كفريق، وللبحّارة العُمانيين الذين اعتنقوا هذه الرياضة بسرعة مذهلة. ولا عجب أن نرى منهم من يتميز في هذه الرياضة سواءًا كان على قوارب الأوبتمست أو على متن قوارب الجي.سي32 من أمثال زميلي ناصر المعشري أو من فرق الدعم الفني التي تساندنا دائما من خلف الكواليس، ونأمل في المستقبل أن نرى مزيدًا من العُمانيين على متن هذه القوارب ويحققون نتائج مماثلة لما نحققه اليوم”.
تجدر الإشارة إلى أن عُمان للإبحار دأبت على المشاركة في سلسلة الإكستريم الشراعية منذ عام 2009م، وأصبحت السلطنة من أبرز الدول ونجاحًا في هذه السلسلة اليوم، وساهمت هذه المشاركات في الترويج للسلطنة وللشركاء التجاريين طوال تلك الفترة في مختلف أرجاء العالم، كما ساهمت في بناء عدد من الكوادر العُمانية من أمثال مصعب الهادي وهاشم الراشدي اللذين يتدربان حاليًا في فئة الـ49 الأولمبية، وكذلك خميس العنبوري الذي ينقل خبراته اليوم إلى جيل الشباب في مهارات القيادة، وكذلك علي البلوشي، وناصر المعشري. ولعل ناصر المعشري هو أطول هؤلاء البحّارة بقاءًا وخبرة في سلسلة الإكستريم التي بدأ فيها في عام 2012م، وهو الآن عضو أساسي في تشكيلة الفريق العُماني، وبعد الفوز في كارديف يتطلع ناصر إلى الجولة القادمة في هامبورج الألمانية الشهر المقبل.
وفي لقاء للعماني ناصر المعشري قال بأنها ليست المرة الأولى التي يفوز فيها في كارديف، وفي كلّ مرّة يفوز فيها يشعر بأن طعم الفوز يزداد متعة وإثارة. وأضاف المعشري: “أبحرنا جيدًا على متن القارب واستمتعنا بالمنافسة على مدى أربعة أيام، وجنينا ثمار جهدنا، ولكن لا تزال أمامنا خمس جولات أخرى تفصلنا عن الحلم الكبير بالفوز بلقب السلسلة لهذا العام، وهناك فرق تزداد شراسة جولة بعد جولة مثلما رأينا من فريقي ريدبُل وتشاينا ون، ولذلك سنضاعف جهودنا من أجل مواصلة الفوز والوصول إلى الكأس في سيدني بنهاية العام”.
هذا وسيأخذ البحّارة استراحة محارب قصيرة قبل عودتهم إلى التدريب مجددًا للجولة الرابعة التي تستضيفها مدينة هامبورج الألمانية خلال الفترة من 28 يوليو إلى 31 يوليو.