تحت رعاية صاحب السمو السيد ملك بن شهاب بن طارق آل سعيد الموقر، أسدلت مؤسسة عُمان للإبحار الستار عن النسخة الخمسين من بطولة العالم للشباب للإبحار الشراعي 2021 والتي نُظمت في الفترة من تاريخ 10 – 17 ديسمبر بمشاركة 433 من أكثر من 60 دولة في منتجع بارسليو بالمدينة الرياضية بالمصنعة، حيث تم تتويج الأبطال بعد ختام السباقات بحضور عدد من المسؤولين وبحضور البحّارة والوفود المشاركة في البطولة.
وقد ازدانت سلطنة عُمان خلال أسبوع كامل بتواجد ما يقارب 1000 زائر ومشارك من أكثر من 70 دولة، حظوا جميعا بأسبوع حافل بالمناشط التي نظمت بجدارة ومهنية عالية، بدءا من السباقات البحرية التي أدارها الطاقم الفني من مدربين وحكام ومنظمين وطنيين ودوليين، مرورا بالمناشط السياحية التي أتاحت فرصة للزائرين للتعرف على الثقافة العمانية، وصولا إلى السوق المحلي الذي كان رواده أصحاب الأعمال من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وفي كلمته خلال الختام أعرب الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار عن قوله: “سعيدون جدا بختام النسخة الخمسين من بطولة العالم للشباب – الحدث الذي يعد الأكبر في قائمة الأحداث السنوية التي ينظمها الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي. إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تكون السلطنة ممثلة في عُمان للإبحار هي المنظم لبطولة دولية عريقة استمرت دورتها نصف قرن من الزمن بدءا من عام 1972م. لقد نافسنا على ملف الاستضافة بجدارة، وها نحن اليوم نجني ثمرة عزم طويل وجهد دؤوب عندما نرى نجاح الدورة في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية، وعوائدها الاقتصادية والاجتماعية على هذه البلاد الغالية”.
احتفاء الأبطال بالإنجاز
وقد شملت البطولة العديد من المنافسات المنضوية تحت مظلتها حسب نوعية القارب المستخدم فمنها منافسات التزلج على الألواح الشراعية ومنها التزلج المظلي، ومنها قوارب الراديال، وقوارب 29 وغيرها. وعلى الرغم من أن المشاركة فردية إلا أن نصيب الأسد من إجمالي نتائج السباقات كان للفرنسيين فقد كانت لهم الصدارة من في حصد ذهبيات السباقات سواء من الذكور أو الإناث ليتوج الفريق كاملا لجائزة “كأس الدولة المتصدرة”. أما على المستوى الفردي ففي فئة الراديال من الإناث حلت فلورينشا تشيريلا من البيرو المركز الأول تليها السويسرية أنجا ألمين وثالثا ثيا لوباك الفرنسية. أما في فئة الذكور فتصدر سباستيان لوبيك من بيرمودا المركز الأول يليه لوكا زوباكوف وثالثا خوسيه مانديس من البرتغال. وفي فئة التزلج على الألواح الشراعية للإناث حلت الفرنسية مانون بيانزا المركز الأول تليها كريستينا تشالوبنكوفا من التشيك وثالثا زووي راموس من إسبانيا. أما الذكور في فئة التزلج على الألواح الشراعية فكان المركز الأول من نصيب الإيطالي فيديريكو بيلوني يليه البريطاني بوريس شو وثالثا التركي أوزان تيركير. وشمل حفل التتويج أيضا الذي رعاه صاحب السمو الموقر جائزة البحار الذي ساهم في “تعزيز الروح الرياضية” حسب استطلاع لآراء المتسابقين أجراه الاتحاد الدولي في موقع الحدث.
اهتمام بيئي ورقم قياسي
وقد أولى المنظمون جلّ الاهتمام بالبيئة في جميع الأحداث التي استضافتها عُمان للإبحار هذا العام. من ذلك الاهتمام بمواد تصنيع ملابس الفرق الرياضية وجميع لافتات السباقات برا وبحرا بحيث تكون جميعها صديقة للبيئة. علاوة على حملات تنظيفٍ الشواطئ العمانية مع مشاركة دولية. وقد توجت هذه الجهود بتسجيل رقم قياسي ولأول مرة في “موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكثر عدد جنسيات تقوم بجمع النفايات” حظي باعتماد رسمي من ممثل غينيس للأرقام القياسية. شارك في هذا الرقم 73 جنسية تمكنوا في غضون ساعات من جمع أكثر من 344 كيلو جراما من النفايات والمخلفات والمهملات معظمها من البلاستيك أحادي الاستخدام وزجاجات المياه المعدنية والغازية وشبكات الصيد التالفة والأكياس البلاستيكية في شواطئ ولاية المصنعة المحاذية لمنتجع بارسيلو بالمدينة الرياضية.
ختام لموسم من الأحداث الدولية
بختام هذه البطولة تكون عُمان للإبحار قد نفذت 8 بطولات دولية حازت على إشادة واسعة، ورسمت لعمان مكانة مرموقة في مجتمع الإبحار الشراعي الدولي وأوجدت مجالات عديدة يمكن استثمارها لغد مشرق.
وقد حظي هذا الحدث بدعم مجموعة من المؤسسات المحلية وشركات القطاع الخاص كالطيران العماني، أوكيو، منتجع بارسيلو المصنعة، شركة مزون للألبان، البرواني القابضة، شركة بيئة، جمعية البيئة العمانية، المجمع الطبي التابع للبحرية السلطانية العمانية بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية، الشركة العمانية للمياه المعدنية سلسبيل، تلفزيون سلطنة عُمان.