خاض المتزلجون المشاركون في بطولة العالم آر.أس:أكس للتزلج بالألواح الشراعية يومهم الثالث من المنافسات، وشهد هذا اليوم تقسيم المتزلجين إلى مجموعتين ذهبية وفضية حسب نتائجهم خلال اليومين الأولين، وكانت رياح اليوم من نصيب فئة الرجال قبيل العصر حيث وصلت سرعتها إلى 13 عقدة وسجل المتزلجون سرعات عالية جداً سواءاً عند الإبحار مع اتجاه الرياح أو عكسها، وكان للمناورات التكتيكية حضور كبير بين المتنافسين.
ومع اقتراب البطولة من ذروتها وختامها المقرّر يوم السبت الموافق 24 أكتوبر، احتدمت المنافسات على الماء، وسعت كل دولة إلى دفع متسابقيها إلى الصدارة من أجل حجز مقاعدهم في الألعاب الأولمبية القادمة في ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016م، وفي هذا السياق استطاعت فرنسا من خلال المتزلج بيير لوكرك الحفاظ على صدارتها في فئة الرجال لليوم الثالث على التوالي، في حين برزت بولندا في صدارة الفئة النسائية من خلال المتزلجة مالجورزاتا بايليكا على حساب الصين التي كانت متصدرة لفئة النساء من خلال المتزلجة بيين تشان (26 عاماً).
كانت بداية اليوم الثالث أقل حظاً من الرياح لذلك قررت لجنة السباق تأجيل الانطلاق، وعند هبوب الرياح بشكل كافٍ كانتفئة النساء أول المنطلقين من خط البداية وأكملن سباقين في ظل رياح خفيفة، وفيها تمكنت البولندية مالجورزاتا بايليكا من القفز في الترتيب العام من المركز الثالث إلى المركز الأول على حساب الصينية بيينا تشان التي تراجعت إلى المركز الثاني بفارق نقطة واحدة فقط عن المركز الأول، وقد استطاعت البولندية تحقيق هذه النتيجة بفضل أدائها الثابت وإحرازها للمركز الثاني في السباقين، وعن ذلك قالت: “هذه منافسات صعبة للغاية ومرهقة بدنياً، ولذلك فمن الضروري على المتزلج أن يحفاظ على لياقته البدنية وقوة تحمله من أجل تحقيق نتائج ثابتة، وأنا أتوقع أن يوم الراحة الذي أخذناه بالأمس كان كافية لشحن طاقتي لأنني أحسست بطاقة كبيرة اليوم في أدائي”.
أما الصينية بيينا تشان، فعلى الرغم من فوزها بالسباق الأول من اليوم الثالث إلى أنها تراجعت في السباق الثاني إلى المركز السابع مما أعطى منافستها البولندية أفضلية في عدد النقاط، وعلى الرغم من ان تشان لا تزال ضمن مراكز الصدارة إلا انها لا تبدو راضية عن تراجها، وستقاتل بشراسة أكبر خلال السباقات المتبقية من أجل الصعود إلى القمة مرة أخرى.
وقد عبّرت الصينية بيننا تشان عن خيبة أملها وقالت: “أصبت بخيبة أمل كبيرة بخسارتي للصدارة في السباق الثاني من اليوم، حيث كنت أتزلج بالقرب من نقطة الإلتفاف البعيدة، وشعرت بأحد قوارب التصوير قريبة مني مما أفقدني بعضاً من سرعتي”.
أما المركز الثالث في فئة النساء فكان من نصيب بولندا كذلك بفضل المتزلجة زوفيا نيسيتي التي سجلت أداءاً ثابتاً كان كفيلاً بتقدمها إلى مراكز الصدارة في ظل تذبذب أداء الفرنسية تشارلين بيكون والبريطانية بريوني تشاو. أما بالنسبة للمتزلجات في المجموعة الفضية فقد كان المركز الأول من نصيب الأسترالية جوانا ستيرلنج بفارق أربع نقاط فقط عن المركز الثاني الذي كان من نصيب الإيطالية فيرونيكا فنسيللي.
ومثلما كانت المنافسات حامية في فئة النساء، ازدادت حدة المنافسات وضراوتها في فئة الرجال أيضاً، وظهرت أسماء جديدة في الساحة بمن فيهم صاحب الميدالية الأولمبية الذهبية الهولندي دوريان فان ريسيلبرج (27 سنة) الذي استطاع الاستحواذ على صدارة أول سباقين مستفيداً من الرياح الجيدة ولكن ذلك لم يشفع له بعد للوصول إلى مراكز الصدارة واستقر بنهاية اليوم في المركز الخامس.
ومع أن الفرنسي بيير لوكرك لا زال يتربع عرش الصدارة في فئة الرجال إلا أن التهديد البولندي لم يقتصر على فئة النساء فقط، حيث استعاد البولندي بايوتر ميزكا طاقته بعد يوم الراحة وقفز من المركز الرابع إلى المركز الثاني ولا يفصله الآن عن لوكرك إلا ست نقاط.
وعن مجريات السباق بالنسبة للفرنسي لوكرك الذي واجه صعوبة في زحام المتزلجين عند خط الانطلاق في السباق الأول، وواجه حظاً عاثراً في السباق الثالث، قال: “أظنني كنت آخر المنطلقين عند خط البداية في السباق الأول، أما في السباق الثالث الذي كانت بدايته جيدة تحولت إلى نتيجة مؤسفة نتيجة تراجع سرعة الرياح، ولحسن الحظ أن نتيجتي كانت جيدة في السباق الأول من اليوم ولا زلت محتفظاً بصدارة الفئة”.
لم يكن الأداء الاستثنائي للبولندي بايوتر ميزكا وليد الصدفة، حيث أنه قضى الشهر الماضي يتدرب في مياه المدينة الرياضية بالمصنعة، وهو الآن يجني ثمار هذا التدريب، وعن ذلك قال: “نحن البولنديون ننظر إلى هذه البطولة كبوابة للتأهل إلى الألعاب الأولمبية، ولذلك فإن تركيزنا لا ينصب على إحراز الميداليات في البطولات العالمية كهذه فحسب، بل نسعى إلى التأهل كذلك إلى الألعاب الأولمبية في البرازيل، وهدفي الحالي ينصب على الوصول إلى أحد المراكز الأولى والحصول على أحد الميداليات، ولأجل ذلك يتوجب عليّ أن أكون في أحسن أحوالي وأن أحقق نتائج ثابتة في السباقات المتبقية”. وأضاف بايوتر ميزكا: “الحق يقال بأن فترة التدريب التي قضيتها قبل البطولة في المصنعة وتعوّدي على الظروف الجوية هنا والجو الحار كان له بالغ الأثر في أدائي في السباقات”.
يمكن أن نطلق على اليوم الثالث في فئة الرجال بأنه يوم استعادة العروش، فبعد استعادة بايوتر ميزكا لمركزه الثاني جاء السويسري ماتيو لانز كذلك ليستعيد مركزه الثالث بعد تراجعه إلى المركز الخامس في اليوم الثاني من البطولة، وبذلك استقرت نتائج البطولة في اليوم الثالث على نفس ما كانت عليه في اليوم الأول بسيطرة أوروبية بقيادة فرنسا، ثم بولندا، ثم سويسرا.
أما الصدارة في المجموعة الفضية من فئة الرجال فكانت من نصيب الأمريكي بيدرو باسكوال الذي أظهر قدرات عالية حيث كانت مراكزه في السباقات الثلاثة كالآتي: السادس، ثم الرابع ثم الثاني. أما المركز الثاني في المجموعة الفضية فقد كان من نصيب البريطاني توم سكويرز.
بقي أمام المتسابقين ثلاثة سباقات فقط من الجولة النهائية، وبعدها سيتأهل العشرة الأوائل من المجموعة الذهبية في فئتي الرجال والنساء إلى سباقات الميداليات الأخيرة التي تضاعف فيها النقاط، وهي التي ستحدد أبطال آر.أس:أكس للتزلج بالألواح الشراعية في ولاية المصنعة، وسيقام حفل الختام مساء يوم السبت في المدينة الرياضية تحت رعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وسعادة ميثاء المحروقي وكيلة وزارة السياحة ورئيسة مجلس إدارة عمان للإبحار.