ستشهد مياه السلطنة بعد شهر من اليوم توافد أسرع وأشهر متزلجي الألواح المظلية من كافة أنحاء العالم لخوض منافسات حامية في بطولة العالم فورميلا للتزلج المظلي التي ستقام تحديدًا في شاطئ الموج مسقط خلال الفترة من 19 ولغاية 24 نوفمبر 2017م.
ويتزامن مع فترة استضافة السلطنة لهذه البطولة ترقب من الاتحاد الدولي للتزلج المظلي لقرار من الألعاب الأولمبية لقبول فئة الفورميلا للتزلج المظلي كفئة أولمبية خلال أولمبياد طوكيو 2020م، ولذلك يتوقع المراقبون أن تستقطب البطولة عددًا كبيرًا من المتسابقين المشهورين والمتعطشين للفوز بألقاب الاتحاد الدولي للتزلج المظلي.
ولكن الإثارة الأكبر في هذه الفعالية ستكون في استقطابها أشهر المتزلجين والمتزلجات العالميين الذين لم يحظوا بفرصة للنزال والمنافسة على مضمار مشترك هذا العام، حيث ستكون مياه مسقط المتاخمة لمشروع الموج مسقط بنسماته الهوائية الدائمة حلبة مشتعلة لمنافسات طال انتظارها بين هؤلاء المتزلجين.
ويقضي قانون الاتحاد الدولي للتزلج المظلي على السماح بأربع أنواع من المظلات ولوح واحد مزود بأجنحة غاطسة لضمان المنافسة العادلة بين المتزلجين، وضمان تفوق المهارة والحنكة على العتاد، وستكون هذه نفس القوانين المستخدمة في أولمبياد طوكيو إذا نجحت هذه الفئة في الوصول إلى الأولمبياد.
ولكن هذه القيود والقوانين ليست كفيلة بكبح المتسابقين من الوصول إلى سرعات فائقة تقارب 40 عقدة عند التزلج مع اتجاه الرياح، وكذلك تسجيل مناورات مبهرة عكس اتجاه الرياح على ألواحهم الكربونية المزودة بأجنحة غاطسة شبيهة بأجنحة الطائرة.
ومن جهة أخرى تؤمن عُمان للإبحار وشريك الاستضافة مشروع الموج مسقط بأن استضافتهما لهذه البطولة ستكون أفضل وسيلة لإبراز السلطنة كوجهة عالمية مفضلة للفعاليات الشراعية الدولية، وإبراز حفاوة الضيافة والعمق الثقافي والجمال الطبيعي في السلطنة.
وقد قطعت السلطنة خطوات كبيرة ومشهودة في هذا الصدد من خلال العديد من الاستضافات لأشهر البطولات الشراعية العالمية وصولًا إلى قمة الهرم باستضافة سلسلة لوي فيتون العالمية لكأس أمريكا الشراعي، وقبلها ثلاث بطولات عالمية لفئة قوارب الليزر، وكذلك بطولة العالم لفئة آر.أس:أكس للتزلج الشراعي.
وبعد هذه البطولات الشراعية، حان الآن دور فئة التزلج المظلي لتكون خطوة أخرى في مساعي الترويج السياحة الرياضية من خلال الفعاليات العالمية، ولا شك بأن هذه الفعالية بفضل استقطابها لعدد كبير من الأبطال الحاليين والسابقين في فئة التزلج المظلي ستكون منصة قوية للترويج للسلطنة علاوة على كونها مضمارًا لمنافسات شرارية وحامية بين الأبطال.
ومن أبرز المتزلجين الرجال المشاركين في البطولة سيكون الفرنسي نيكو بارلير البالغ من العمر 22 سنة، والذي بدا خصمًا لا يُهزم في سباقات سردينيا جراند سلام للتزلج المظلي التي أقيمت في إيطاليا الأسبوع الفائت، حيث فاز بلقب بطل العالم في الفئة المفتوحة للألواح المجنّحة بلا منازع.
ولكن رغم القوة التي برز عليها الفرنسي بارلير، يوجد هناك اثنان يمكنهما إيجاد بعض الصدوع في تحصيناته الدفاعية لو لعبت الظروف في صالحهما، أولهما الفرنسي أكسيل مازيلا الذي تمكن من التفوق على مواطنه بارلير في بعض السباقات، أما الثاني فهو الموناكي ماكسيم نوتشر حامل لقب بطل العالم في فئة الفورميلا، وسيشارك في البطولة بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على لقبه.
وهناك كذلك الأمريكي جوني هاينكن، حامل اللقب في فترة سابقة، وسيسعى إلى استعادة مجده المسلوب من الخصوم الأوروبيين، وسيشاركه في نفس المعركة الألماني لوريام جروبر الذي حمل لقب بطل العالم أيضًا لعام واحد. وسيكون على جميع هؤلاء كذلك اختبار مهاراتهم ضد البريطاني الشاب جاي بريدج، 18 سنة، الذي اظهر سرعة فائقة مقارنة برفاقه في عدد من السباقات الماضية، ويشاركه هذا الشغف أخوه الأكبر أولي بريدج المعروف بحنكته التكتيكية والجاهزية العالية لخطف الأضواء.
أما أمهما، ستيفا بريدج الحائزة على لقب بطلة العالم عدة مرات، والمصنفة الأولى عالميا، ستكون العلامة التي يسعى الجميع إلى تجاوزها، في حين ستسعى هي إلى وضع علامة أعلى من السابقات والحفاظ على صدارتها في فئة النساء التي ستنافس بشكل منفصل عن الرجال، ولعل مهمتها الأصعب ستكون في التغلب على الأمريكية الحاملة للقب الحالي دانديلا موروز، 16 سنة.
وستضم المنافسات النسائية كذلك الروسية إيلينا كالينينا الحائزة على اللقب في عام فائت، والتي ستكون على أحر من الجمر لاستعادة لقبها الذي استولت عليه الأمريكية موروز، وستكون هناك كذلك الفرنسيتان أليكسيا فانسيلي، وأنيس ماي ديسجاردين البالغتين من العمر 16 سنة.
وصرحت سلمى الهاشمية، المديرة التنفيذية للتسويق عن سعادتها وترقب الفريق لانطلاق هذه البطولة العالمية، وقالت: “نحن مستعدون ونتطلع إلى الترحيب بالمتزلجين الدوليين في السلطنة خلال شهر من الآن”. وأضافت الهاشمية: “أنا واثقة من أن المتسابقين سيجدو متعة في المنافسة في مياه السلطنة، وفي الضيافة العُمانية الأصيلة، والمرافق الخدمية الحديثة التي يقدمها شاطئ الموج مسقط. من خلال استضافتنا لهذه البطولة الكبيرة، وقبلها بطولة التزلج المظلي في جزيرة مصيرة -حيث أفضل الظروف للتزلج المظلي- نسعى إلى تعزيز الجهود للترويج للسلطنة كوجهة مفضلة لمحبي رياضة التزلج المظلي، ولاستقطاب المزيد من الزوار إلى شواطئ السلطنة”.
ومن جهة أخرى، أعرب ماركوس شويندنر، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للتزلج المظلي عن سعادته الغامرة بانعقاد البطولة وباستقطابها للأسماء اللامعة في هذه الرياضة في منافسات ستعكس متعة هذه الفئة والمواهب التي يمتلكها الرياضيون الممارسون لها. وأضاف ماركوس: “ستكون هذه البطولة بفضل الظروف الجوية المواتية جدًا في السلطنة أبرز ما لدينا في روزنامة السباقات هذا العام. علاوة على ذلك تجد دفء الترحاب من الجميع على اليابسة ومهارة الإدارة للفعالية على الماء، وهي عوامل ساهمت فعليًا في استقطاب فعاليات شراعية عالمية المستوى. بقي شهر واحد فقط ولن يطول انتظارنا لهذه اللحظات المثيرة”.